لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. logo شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.
shape
شرح كتاب مفيد المستفيد في كفر تارك التوحيد
33311 مشاهدة print word pdf
line-top
ذكر كلام الإمام ابن عبد الوهاب في وجوب عداوة أعداء الله والأدلة على ذلك

باب في وجوب عداوة أعداء الله من الكفار والمرتدين والمنافقين. وكأنه يريد الإنكار على أهل زمانه الذين يدعون العلم والدين، ومع ذلك يقرون الشرك والمشركين.
ذكر آيات تدل على وجوب معاداة، ومقاطعة المشركين، منها هذه الآية في سورة النساء: وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ وكان قد نزّل الله آية مكية في سورة الأنعام وهي قوله تعالى: وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى إذا نسيت وجلست معهم ثم تذكرت أنهم يخوضون في آيات الله؛ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ابتعد عنهم.
إذا رأيت جماعة وجلست معهم، ورأيتهم يكذبون على الله ويستهزئون بالمصلين، ويستهزئون بالدين، ويخوضون بألسنتهم في الكفر، ويقدحون في أهل الصلاح، ويعيبونهم ويستهزئون بهم ويلمزونهم هل تجلس معهم؟! لا تجلس معهم، ابتعد عنهم، إذا رأيتهم يكفرون بآيات الله ويستهزئون بها؛ فلا تقعد معهم إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إذا جلستم معهم فإنكم مثلهم.
الآية الثانية في سورة المائدة: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ يعني ما داموا على يهوديتهم: وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ولايتهم: محبتهم وتقريبهم، ورفع مكانتهم واحترامهم.
وقال تعالى في أول سورة الممتحنة: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ أخبر الله بأنهم عدو عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ من الكفار واليهود والنصارى وجميع الكفار فإنهم عدو للمسلمين؛ فلا تتخذوهم أولياء يعني: تحبونهم وتوالونهم وتنصرونهم، وتستنصرون بهم، وتركنون إليهم.
ذكر الله تعالى عن إبراهيم قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ قومهم؛ آباؤهم وإخوانهم وأقاربهم قالوا: إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ يعني: بريئون منكم ومن عبادتكم ومما تعبدون من دون الله، كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ما دمتم على هذا الكفر.
فهذه سنة أنبياء الله، ثم ذكر الآية في آخر سورة المجادلة: لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أبدا لا تجد المؤمنين صادقي الإيمان بالله وباليوم الآخر، لا تجدهم يوادون أهل المحادة، بل لا بد أنهم يعادونهم ويبغضونهم ويمقتونهم ويبتعدون عنهم.

line-bottom